تفاصيل الحديث
صحة الحديث
المحدث
الراوي
المصدر
الرقم
حديث صحيح
.png)
البخاري
زينب أم المؤمنين
صحيح البخاري
3346
أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه وحَلَّقَ بإصْبَعِهِ الإبْهَامِ والَّتي تَلِيهَا، قالَتْ زَيْنَبُ بنْتُ جَحْشٍ فَقُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ: أَنَهْلِكُ وفينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ إذَا كَثُرَ الخَبَثُ.
يأجوجُ ومأجوجُ همُ الْقَوْمانِ اللَّذانِ بَنى عليهما ذو القَرنينِ السَّدَّ المذكورَ في قولِه تعالى: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} [الكهف: 95]، وخُروجُهما مِن هذا الرَّدمِ أوِ السَّدِ علامةٌ مِن علاماتِ السَّاعةِ، وفي هذا الحديثِ تُخبرنا زينتُ بنتُ جحشٍ رضِي اللهُ عنها "أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم دَخلَ عليها فزِعًا يقول: لا إلهَ إلَّا اللهُ"، أي: دخلَ عليها خائفًا مُضطرِبًا يلهجُ لِسانُه بِكلمةِ التَّوحيدِ إِيذانًا ِبتوقُّعِ أمرٍ مكروهٍ يحدثُ ولا نجاةَ منه إلَّا بِالالتجاءِ إلى اللهِ والاستجارةِ بِسلطانِه «ويلٌ لِلعربِ مِن شرٍّ قدِ اقتربَ؛ فُتحَ اليومَ مِن ردْمِ يأجوجَ ومأجوجَ مثلُ هذه»، وحلَّقَ بِإصبعِه الإبهامِ والَّتي تليها، يعني: جَعلَ الإصبعَ السَّبَّابةَ في أصلِ الإبهامِ وضمَّها حتَّى لم يَبْقَ بينَهما إلَّا خَللٌ يسيرٌ، والمعنى أنَّه لم يبْقَ لِمجيءِ الشَّرِّ إلَّا اليسيرُ مِنَ الزَّمنِ، فلمَّا سمعَتْ زينبُ بنتُ جَحْشٍ ذلك قالت: يا رسولَ الله، أَنَهْلِكُ وفِينَا الصَّالحونَ؟ فقال لها صلَّى الله عليه وسلَّم: «نَعم، إذا كَثُرَ الخَبَثُ» والخَبَثُ: هو الفُسوقُ والفجورُ والمعاصي، ثُمَّ يُبعثُ كلٌّ على نِيَّتِه، وإنَّما خَصَّ العربَ بِالذِّكر؛ لأنَّهم أوَّلُ مَن دَخلَ في الإسلامِ؛ ولِلإنذارِ بأنَّ الفِتنَ إذا وقعتْ كان الهلاكُ أسرعَ إليهم.