6
فتح الشام / فتح الاحمر / الانتصار على هرقل / فتح القسطنطينية
العام الهجري
العام الميلادي
639
18
تفاسير مختلفة والأولى انها ظهرت

حديث صحيح
.png)
علامة صغرى

شرح العلامة
الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ للشَّامِ هي سلسلةٌ من المعارك العسكريَّة وقعت بين سنتيّ 12هـ \ 633م و19هـ \ 640م بهدف فتح دولة الخِلافة الرَّاشدة للشَّام
وقد تولّى قيادة تلك الحملات كُلٍ من خالد بن الوليد وأبو عُبيدة بن الجرَّاح ويزيد بن أبي سُفيان بشكلٍ رئيسيّ، وقد أفضت في نتيجتها النهائية إلى انتصار المُسلمين، وخروج الشَّام من سيطرة الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة ودُخولها في رقعة دولة الخلافة الراشدة
{غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
وربما يكون المقصود ما يحدث في المستقبل في حرب سيدنا عيسى
صور مرتبطة
الأحاديث التي ذكرت العلامة
حديث صحيح
.png)
صحيح مسلم
2889
إنَّ اللَّهَ زَوَى لي الأرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها، وإنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُها ما زُوِيَ لي مِنْها، وأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأحْمَرَ والأبْيَضَ، وإنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتي أنْ لا يُهْلِكَها بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا يُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وإنَّ رَبِّي قالَ: يا مُحَمَّدُ إنِّي إذا قَضَيْتُ قَضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ، وإنِّي أعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أنْ لا أُهْلِكَهُمْ بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا أُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، ولَوِ اجْتَمع عليهم مَن بأَقْطارِها، أوْ قالَ مَن بيْنَ أقْطارِها، حتَّى يَكونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، ويَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
(إنَّ اللهَ زَوى ليَ الأرضَ)، أي: قَبضَها وجَمعَها، فرَأيتُ مَشارقَها ومَغاربَها،
وإنَّ مُلكَ أُمَّتي سيبلُغُ ما زُوِيَ لي مِنها، أي: مِنَ الأَرضِ، ومعناه أنَّ الأَرضَ زُوِيَت لي جُملتُها مرَّةً واحدةً فرَأيتُ مَشارقَها ومَغاربَها، ثُمَّ هيَ تُفتَحُ لأُمَّتي جزءًا فجزءًا حتَّى يَصِلَ مُلكُ أُمَّتي ما زُوِيَ لَه مِنها،
ثُمَّ قالَ: (وأُعطيتُ الكَنزَيْنِ الأَحمرَ والأَبيضَ)، أي: كَنزَ الذَّهبِ، والفضَّةِ، والمُرادُ كَنزَيْ كِسْرى وقَيصرَ مَلِكَي العراقِ والشَّامِ،
ثُمَّ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (سألتُ رَبِّي ودَعوتُه لأُمَّتي أنْ لا يُهلِكَها بسُنَّةٍ عامَّةٍ)، أي: بقَحطٍ يَعُمُّهم، بل إنْ وَقَع قَحطٌ فيَكونُ في ناحيةٍ يَسيرةٍ بالنِّسبةِ إلى باقِي بلادِ الإِسلامِ،
(وألَّا يُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن الكافرينَ مِن سِوى أَنفسِهم، فيَستبِيحُ بَيضتَهم)، أي: جَماعتَهم وأَصلَهم، والبَيضةُ أيضًا العزُّ والمُلكُ.
فنقلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم الجَوابَ لَنا مِنه سُبحانَه وتَعالى، فَقال: (وإنَّ رَبِّي قالَ: يا مُحمَّدُ، إِنِّي إذا قضيتُ قضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ)، أي: حَكمتُ حُكمًا مُبرَمًا، فإنَّه لا يُرَدُّ بشيءٍ، وإنِّي أَعطيتُك لأُمَّتِك ألَّا أُهلِكَهم بسُنَّةٍ عامَّة. وألَّا أُسلِّطَ عَليهم عدوًّا مِن سِوى أَنفسِهم، يَستبيح بَيضتَهم، وَلو اجتَمعَ عَليهم مَن بأَقطارِها- أو قال مَن بَينَ أَقطارِها، أي: بأَطرافِها، جمعُ قُطرٍ، وهوَ الجانبُ والنَّاحيةُ، والمَعنى فَلا يَستبيحُ عدوٌّ منَ الكُفَّار بَيضتَهم، ولوِ اجتمعَ على مُحاربتِهم مِن أَطرافِ بَيضتِهم. حتَّى يَكونَ بَعضُهم يَهلِكُ بعضًا، ويَسبِي بَعضُهم بَعضًا .
حديث صحيح
.png)
صحيح مسلم
2900
تَغْزُونَ جَزِيرَةَ العَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ.
(تَغزونَ) أي: بَعدِي
(جَزيرةَ العربِ) المعنى: بَقيَّةَ الجزيرةِ أو جَميعَها، فيَفتَحُها اللهُ عَليكُم
(ثُمَّ فارسَ)، أي: ثُمَّ تَغزونَها فيَفتحُها اللهُ، وهم كسرى / مدائن العراق / ويسموا بالأبيض لأنَّ الغالب عندهم كان الفضة والجوهر.
(ثُمَّ تَغزونَ الرُّومَ) فيَفتحُها اللهُ، والمقصود كنز قيصر الروم الإمبراطور هرقل ويسموا بالأحمر لأنَّ الغالب عند الروم كان الذهب.
(ثُمَّ تَغزونَ الدَّجَّالَ)، والخِطابُ فيهِ للصَّحابةِ والمُرادُ الأُمَّةُ، (فيَفتَحُه اللهُ)، أي: يَجعلُه مَقهورًا مَغلوبًا، فيَقعُ هَلاكُه على أَيدي المُسلمينَ.
الايات القرانية التي ذكرت العلامة
الروم 1
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)
أحاديث أخرى مرتبطة بنفس الموضوع
حديث صحيح
.png)
صحيح البخاري
3121
إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فلا كِسْرَى بَعْدَهُ، وإذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فلا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُما في سَبيلِ اللَّهِ.
هذا الحديثُ يَتضمَّنُ عَلامةً مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ بأنَّه لا يَتَوَلَّى أمْرَ الفُرْسِ مَلِكٌ بعْدَ مَوتِ كِسرى بالعراِق، وقيل: أو في غيرِها مِن الأراضي الواقعةِ تحْتَ حُكمِ الفُرسِ، وكذلك أخبَرَ أنَّ هِرقْلَ قَيْصَرَ الرُّومِ في ذلك الوقتِ، سيَكونُ آخِرَ مُلوكِ الرُّومِ في الشَّامِ، وكِسرى لَقَبٌ لِكلِّ مَلِكٍ مَلَكَ الفُرسَ، وهِرَقْلُ اسمٌ لِكلِّ مَلِكٍ لِلرُّومِ، وقد حدَثَ ما أَخبَرَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فقدْ تَمزَّقَ مُلْكُ كِسرى بعْدَ مَوتِه، وكذا مُلكُ هِرَقْلَ، فَتراجَعَ بعْدَ مَوتِه إلى أنْ فَتَحَ اللهُ على المسلمينَ بِلادَهما، وأنْفَقَ المسلِمون كُنوزَهما في سَبيلِ اللهِ، كما وَعَدَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكما أقسَمَ على ذلك.
وسَببُ هذا الحديثِ: أنَّ قُريشًا كانوا يَأتونَ الشَّامَ وَالعراقَ تُجَّارًا، فلمَّا أَسلمُوا خافوا انقطاعَ سَفرِهم إليهما؛ لِدُخولِهم في الإسلامِ، فأخبَرَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك لهم؛ تَطْييبًا لِقلوبِهم وتَبْشيرًا لهم بأنَّ مُلكَهما سيَزولُ عَن الإقليمَينِ المذكورَيْنِ.
وهذا الحديثُ يُشكِلُ على مَن عَلِم أنَّ كِسرى لمَّا قُتِل، مَلَك وَلَدُه، ثمَّ مَلَكَ بعْدَه جَماعةٌ، وكذلك قَيصَرُ، والذي يُزيلُ الإشكالَ أنَّ كِسْرى وقَيصَرَ كانَا في مُلْكٍ ثابتٍ، فلمَّا زالَا تَزلزَلَ مُلْكُهما وما زالَ إلى انمحاقٍ وانقراضٍ، وما خَلَفَهما مِثلُهما، وهذا كما يُقالُ للمريضِ: هذا ميِّتٌ، والمعْنى: أنَّه قَريبٌ مِن الموتِ وأنَّ أحوالَه تَحمِلُه إليه.
وقدْ حَصَرَ اللهُ مُلْكَي فارسَ والرُّومِ بعْدَ أنْ كانَت تلك المَمْلكتانِ تَحكُمانِ الأرضَ قبْلَ مَجيءِ الإسلامِ، فلمَّا بَعَثَ اللهُ نَبيَّه بالإسلامِ، صَدَقَ فيهم قولُه تعالَى: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128].