55
العام الهجري
العام الميلادي
ظهرت ومستمرة
حديث صحيح
علامة صغرى
شرح العلامة
حتى يمُرَّ الرجلُ بقَبرِ الرَّجلِ فيقولُ: "يا لَيتني مَكانَهُ" أي يُريدُ أنْ يكونَ ميِّتًا مكانَه.
- إمَّا لكَثرةِ الفِتنِ ونحوِ ذلكَ فيَخشى على دِينهِ،
- أو لبَلاءِ الدُّنيا وليسَ خشيةً على دِينٍ.
ويؤخذ من قوله –صلى الله عليه وسلم-: (حتى يمر الرجل بقبر الرجل) أن التمني المذكور إنما يحصل عند رؤية القبر، وليس ذلك مراداً بل فيه إشارةٌ إلى قوة هذا التمني،
لأن الذي يتمنى الموت بسبب الشدة التي تحصل عنده قد يذهب ذلك التمني أو يخفّ عند مشاهدة القبر والمقبور، فيتذكر هول المقام، فيضعف تمنيه، فإذا تمادى على ذلك دلّ على تأكد أمر تلك الشدة عنده، حيث لم يصرفه ما شاهده من وحشة القبر، وتذكر ما فيه من الأهوال، عن استمراره على تمني الموت".
صور مرتبطة
الأحاديث التي ذكرت العلامة
حديث صحيح
صحيح البخاري
7121
لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتانِ عَظِيمَتانِ، يَكونُ بيْنَهُما مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُما واحِدَةٌ، وحتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذّابُونَ، قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّه رَسولُ اللَّهِ، وحتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، ويَتَقارَبَ الزَّمانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ: وهو القَتْلُ، وحتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المالُ فَيَفِيضَ حتَّى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَن يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وحتَّى يَعْرِضَهُ عليه، فَيَقُولَ الذي يَعْرِضُهُ عليه: لا أرَبَ لي به، وحتَّى يَتَطاوَلَ النَّاسُ في البُنْيانِ، وحتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقَبْرِ الرَّجُلِ فيَقولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ، وحتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ ورَآها النَّاسُ - يَعْنِي آمَنُوا - أجْمَعُونَ، فَذلكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُما بيْنَهُما، فلا يَتَبايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بلَبَنِ لِقْحَتِهِ فلا يَطْعَمُهُ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وهو يُلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسْقِي فِيهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إلى فيه فلا يَطْعَمُها.
في هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم:
لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَقتَتِلَ فِئتانِ "عَظيمتانِ"، أي: كَبيرتانِ،
يكونُ بيْنَهما مَقتلةٌ عَظيمةٌ، "دَعوتُهما واحِدةٌ"، وهُم علِيٌّ رضِيَ اللهُ عنه ومَن مَعه، ومُعاوِيةُ ومَن مَعهُ؛ فكِلاهما كانَ مُتأوِّلًا أنَّهُ أقربُ إلى الصَّوابِ.
وحتَّى يُبعثَ "دجَّالونَ كذَّابونَ"؛ فهُمْ يَخلِطونَ الحقَّ بالباطِلِ ويَنشرُونَ الشُّبَهَ، قريبٌ مِن ثَلاثينَ، كلُّهمْ يزعُمُ أنَّهُ رسولُ اللهِ،
وحتى "يُقبَضُ العِلمُ" فيُرفَعُ بِموتِ العُلماءِ، ولا يَبقى إلَّا الجهَّالُ،
وتَكثُرَ الزَّلازِلُ، "ويَتقاربَ الزَّمانُ" فيمُرُّ الشَّهرُ كأنَّه أُسبوعٌ، والأُسبوعُ كأنَّه يَومٌ واليومُ كأنَّه ساعةٌ،
"وتَظْهرَ الفِتنُ"، فتَنتشِرُ في كلِّ مكانٍ،
ويكثُرَ الهرْجُ، وهوَ القَتلُ.
وحتَّى يكثُرَ فِيكُم المالُ، فيَفيضُ حتى يُهِمَّ "ربَّ المالِ"، أي: يَشغَلَ صاحبَ المالِ مَن يَقبلُ صدَقتَهُ لغِنى الناسِ جميعًا، وحتى يَعرِضَهُ، فيقولَ الذي يَعرِضَهُ عليهِ: "لا أرَبَ لي بِهِ"، أي: لا أحْتاجُهُ. "
وحتى يتطاولَ الناسُ في البُنيانِ"؛ فكلُّ مَن يَبني بيتًا يجعلُ ارتِفاعَه أكثرَ مِن الآخرِ.
وحتى يمُرَّ الرجلُ بقَبرِ الرَّجلِ فيقولُ: "يا لَيتني مَكانَهُ" أي يُريدُ أنْ يكونَ ميِّتًا مكانَه؛ إمَّا لكَثرةِ الفِتنِ ونحوِ ذلكَ فيَخشى على دِينهِ، أو كما في حديثٍ آخَرَ: أنَّ أحدَهمْ يقولُ ذلِكَ لبَلاءِ الدُّنيا وليسَ خشيةً على دِينٍ أو لسبَبِ الدِّينِ.
وحتى تطلُعَ الشَّمسُ مِن مغرِبِها، فإذا طلعتْ ورَآها الناسُ أجْمعونَ، فذلِكَ حينَ: لا يَنفعُ نفسًا إيمانُها لَم تكُنْ آمنتْ مِن قَبلُ أوْ كسبَتْ في إيمانِها خَيرًا.
ولتَقومَنَّ السَّاعةُ وقد نَشرَ الرَّجلانِ ثوبَهُما بَينَهما، فلا يَتَبايَعانِه ولا يَطْوِيانِه. ولتقومَنَّ السَّاعةُ وقد انصرفَ الرَّجلُ بلَبنٍ "لِقْحَتهِ"، وهيَ النَّاقة التي تُدِرُّ اللَّبنَ فلا يَطعَمُه. ولتقومَنَّ السَّاعةُ "وهو يُليطُ حَوضَهُ"، أي: يُصلِحُهُ فلا يَسقي فيهِ، ولتَقومَنَّ الساعةُ وقدْ رفعَ أُكلَتَهُ إلى فِيهِ فلا يَطعمُها، والمقصودُ مِن ذلكَ كلِّهِ: أنَّها تَقومُ فَجأةً والنَّاسُ في حياتِهمْ وهُم في غَفلةٍ.