96
العام الهجري
العام الميلادي
لم تظهر
حديث صحيح
علامة صغرى
شرح العلامة
معنى كون رؤيا المؤمن في آخر الزمان لا تكاد تكذب :أنها تقع غالبا على صفة واضحة المعنى لا يحتاج معها إلى تعبير فلا يدخلها الكذب بل تكون صادقة غير كاذبة لأنها طابقت الواقع بخلاف الرؤى الأخرى فإنها قد يخفى تأويلها فيعبرها العابر فلا تقع كما عبر فتكون كاذبة غير صادقة والحكمة في اختصاص ذلك بآخر الزمان أن المؤمن في ذلك الوقت يكون غريبا كما في الحديث <<بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا>>فقيل أنبس المؤمن ومعينه فيكرم الله المؤمن بالرؤيا الصالحة التى تثبته على الحق وتبشر به
وهناك احتمالان لتحديد الزمن الذي يقع فيه صدق رؤيا المؤمن :
1 - أن ذلك يقع إذا قبض العلم وغابت معالم الشريعة بسبب الفتن والقتال فيصبح المؤمن غريبا فيعوض بالمرائي الصالحة وبهذا قال ابن حجر
2 - أن ذلك يقع في زمان نبي الله عيسى عليه السلام لأن أهل زمانه هم أصلح زمان في هذه الأمة بعد الصحابة الكرام وأصدقهم أقوالا وأحوالا ورؤاهم لا تكاد تكذب
صور مرتبطة
الأحاديث التي ذكرت العلامة
حديث صحيح
صحيح البخاري
7017
إذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ، رُؤْيا المُؤْمِنِ ورُؤْيا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ وما كانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فإنَّه لا يَكْذِبُ .. (قالَ مُحَمَّدٌ: - وأنا أقُولُ هذِه - ) قالَ: وكانَ يُقالُ: الرُّؤْيا ثَلاثٌ: حَديثُ النَّفْسِ، وتَخْوِيفُ الشَّيْطانِ، وبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، فمَن رَأَى شيئًا يَكْرَهُه ُ فلا يَقُصَّهُ علَى أحَدٍ ولْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ .. (قالَ: وكانَ يُكْرَهُ الغُلُّ في النَّوْمِ، وكانَ يُعْجِبُهُمُ القَيْدُ، ويُقالُ: القَيْدُ ثَباتٌ في الدِّينِ.)
(إذا اقْتَرَبَ الزمانُ) أي: إذا اقترَب قيامُ الساعة، أو اقترَب بمعنَى تقارُبِ وقْتِ الليلِ مِن النَّهار بحيث يَقترِبان من التساوِي.
(لم تَكَدْ رُؤيَا المؤمنِ تَكذِب)، كانتْ رؤيا المؤمِن صادقةً لا تكادُ تَكذِب،
(ورُؤيا المؤمنِ جزءٌ مِن سِتَّةٍ وأربعينَ جُزْءًا مِن النُّبُوَّةِ، وما كان مِنَ النبوَّةِ) أي: مِن أجزائها- فإنَّه لا يَكذِب، بل يكونُ صادقًا.
(ثُمَّ قال محمد) اي مُحَمَّدُ بنُ سِيرِينَ
(وأنا أَقُولُ هذه) أي الأُمَّة أيضًا، يعني: أنَّ رُؤيَا هذه الأُمَّة صادِقةٌ كلُّها صالِحُها وفاجرُها؛ ليَكُون صدقُ رؤياهم زجرًا لهم وحُجَّةً عليهم؛ لِدُرُوسِ أَعْلَام الدِّين وطُمُوسِ آثارِه بموتِ العُلَماءِ وظُهور المُنكَر.
(وكان يُقال)- والقائِل هنا هو النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، أو أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه.
(الرُّؤْيا ثلاثٌ: حَدِيثُ النَّفْس) وهو ما كان في اليَقَظَةِ في خَيَالِ الشخصِ، فيَرَى ما يتعلَّق به عندَ المَنام،
(وتخويفُ الشَّيطان) وهو الحُلم ورُؤية ما يَكرَهُ،
(وبُشْرَى مِن الله) وهي المُبَشِّرات، وهي رُؤيا المَحْبُوبات،
(فمَن رأَى شيئًا يَكرَهُه فلا يَقُصَّه على أحدٍ وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ)
ثُمَّ ذَكَر ابنُ سِيرِينَ أنَّ أبا هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه كان يَكره الغُلَّ في النومِ، وهو الحَدِيدَة تُجعَل في العُنق؛ ولعلَّ ذلك لأنَّه مِن صفات أهلِ النار، حيث قال تعالى: {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ}، وكان يُعْجِبُهم القَيْدُ، وهو ما يُوضَع في القَدَمِ، ولعلَّ ذلك لأنَّه يَرمُز إلى الكَفِّ عن المَعاصِي والشُّرور وأنواعِ الباطِل.
وفي الحديثِ: بيانُ أَنْ لَيْسَ كلُّ ما يراه الإنسانُ في مَنامِه يكون صحيحًا ويَجُوزُ تَعبِيرُه، إنَّما الصحيحُ منها ما كان مِن الله تعالى.