109
هدنة مع الروم / هدنة مع الغرب
العام الهجري
العام الميلادي
لم تظهر

حديث صحيح
.png)
علامة صغرى

شرح العلامة
صور مرتبطة
الأحاديث التي ذكرت العلامة
حديث صحيح
.png)
صحيح البخاري
3176
أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وهو في قُبَّةٍ مِن أَدَمٍ،
فَقالَ: اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بيْنَكُمْ وبيْنَ بَنِي الأصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا.
في هذا الحَديثِ يَحكي عَوفُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه أتَى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةِ تَبوكَ، وكانت آخِرَ غَزوةٍ غَزاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بنَفْسِه مع الرُّومِ. فوَجَدَه جالِسًا في قُبَّةٍ -وهي الخَيمةُ- مِن أدَمٍ، وهو الجِلدُ المَدبوغُ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
«اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ»، أي: سِتَّ عَلاماتٍ تَكونُ قبْلَ قِيامِ السَّاعةِ،
- ومِن أشراطِها القَريبةِ منها: مَوتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،
- ثمَّ فَتحُ بَيتِ المَقدِسِ، وقد تمَّ في عَهدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه،
- ثمَّ مُوتانٌ، وهو وَباءٌ يَنتَشِرُ في الناسِ، ويَكونُ كَقُعاصِ الغَنَمِ، و«قُعاصُ الغَنَمِ» داءٌ يُصيبُ الغَنَمَ، فيَسيلُ مِن أُنوفِها شَيءٌ، فتَموتُ فَجأةً، وقد حَدَثَ هذا في طاعونِ عَمَواسَ، حيثُ ماتَ منه سَبعونَ ألْفًا في ثَلاثةِ أيَّامٍ.
- ثمَّ استِفاضةُ المالِ وكَثرَتُه، حتَّى يُعطَى الرَّجُلُ مِئةَ دينارٍ فيَظَلُّ ساخِطًا غَيرَ راضٍ؛ لِأنَّه يَستَقِلُّها ويَحتَقِرُها،
- ثمَّ فِتنةٌ، وهي الاختِبارُ والابتِلاءُ، فيَقَعُ تَقاتُلٌ واضطِرابٌ في الأحوالِ، ولا يَبقَى بَيتٌ مِنَ العَرَبِ إلَّا دَخَلتْه هذه الفِتنةُ وتَضرَّر مِن جَرَّائِها.
- ثم هدنة: والهدنة هي المصالحة، (تكون بينكم وبين بني الأصفر)من هم بنو الأصفر؟ الروم، من هم الروم؟ قيل أوروبا وأمريكا، ( فيغدرون ) أي: يغدر بنو الأصفر بأمة النبي عليه الصلاة والسلام، ( فيأتونكم تحت ثمانين غاية )، والغاية: هي الراية، وسميت الراية بالغاية؛ لأنها غاية الجيش، يقول عليه الصلاة والسلام: ( تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً ) أي: من الجنود والمقاتلين.
حديث صحيح
.png)
صحيح أبي داود
4292
ستُصالِحونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، فتَغزُونَ أنتم وهُمْ عَدُوًّا مِن وَرائِكُم، فتُنْصَرون وتَغْنَمون وتَسْلَمون، ثُمَّ تَرْجِعون حتَّى تَنزِلوا بمَرْجٍ ذي تُلُولٍ، فيَرفَعُ رَجُلٌ مِن أهْلِ النَّصرانيَّةِ الصَّليبَ، فيَقولُ: غَلَبَ الصَّليبُ! فيَغضَبُ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمينَ فيَدُقُّهُ، فعندَ ذلكَ تَغْدِرُ الرُّومُ، وتَجْمَعُ للمَلْحَمةِ.
في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن حدَثٍ يقَعُ مُستقبَلًا؛ وهو فتْرَةٌ يكونُ فيها بين المسلِمين والرُّومِ صُلْحٌ،
ثمَّ يَقومُ القِتالُ بين المسلِمين والرُّومِ بعد نقْضِ الرُّومِ العهْدَ الَّذي بينهم وبين المسلِمين.
"ستُصالِحون"، أي: يكونُ هناك صلْحٌ بينكم وبين الرُّومِ، ويكونُ "صُلحًا آمِنًا"، أي: يَحدُثُ فيهِ أمْنٌ،
"فتَغزُون أنتم وهم عدُوًّا"، أي: سيكونُ بينكم وبينهم تَعاونٌ في غزْوِ عدُوٍّ مُشترَكٍ "من ورَائِكم"، أي: مِن خلْفِكم،
"فتُنْصرون"، أي: يتحَقَّقُ لكم النَّصْرُ، وأيضًا "تَغْنَمون" وتَحصلون على الغَنائمِ من الأمْوالِ، "وتَسْلَمون"، أي: تَكون لكم السَّلامَةُ من القتْلِ والجرْحِ،
"ثمَّ ترْجِعون"، أي: عن عدُوِّكم، "حتَّى تَنزِلوا بمرْجٍ ذي تُلولٍ"، أي: روْضَةٍ مُرتفِعَةٍ؛ وهي أرْضٌ واسِعَةٌ فيها نَباتٌ كَثيرٌ،
"فيَرفَعُ رجلٌ من أهْلِ النَّصرانِيَّةِ الصَّليبَ"، أي: يَرفَعُ رجلٌ نَصرانيٌّ الصَّليبَ الَّذي يَعبُدُه؛ وهو رمْزٌ للنَّصارى فيقولُ: "غلَبَ الصَّليبُ"، أي: إنَّ النَّصرانيَّ يُرجِعُ النَّصْرَ للصَّليبِ،
"فيَغْضبُ رجلٌ من المسلِمين فيدُقُّه"، أي: يكْسِرُ الصَّليبَ، "فعِند ذلك تغْدِرُ الرُّومُ"، أي: في هذا الوقْتِ يَغضَبُ الرُّومُ ويَنقُضون عهْدَهم مع المسلِمين، "وتَجمَعُ"، أي: تَحشِدُ الرُّومُ رِجالَها "للْمَلحَمَةِ"، أي: لقِتالِ المسلِمين.
وفي روايةٍ أُخرى زِيادةٌ فيها: "فيَثورُ المسلمون إلى أسلِحَتِهم"، أي: يُسرِعون إليها، "فيَقتَتِلون" مع الرُّومِ، "فيُكرِمُ اللهُ تلك العِصابَةَ بالشَّهادَةِ"، أي: يُكرِمُ اللهُ جماعَةَ المسلِمين الَّذين يُقاتِلون الرُّومَ بالشَّهادَةِ في سَبيلِه.