تفاصيل الحديث
صحة الحديث
المحدث
الراوي
المصدر
الرقم
حديث ضعيف
الهيثمي
مجمع الزوائد
5/306
اتركوا الحبشةَ ما تركوكم فإنه لا يستخرجُ كنزَ الكعبةِ إلا ذو السويقتينِ من الحبشةِ
الحَبَشةُ همُ الذين يَستَخرِجونَ كَنزَ الكَعبَةِ، وهو كَنزٌ مَدفونٌ تحتَ الكَعبَةِ، قيل: إنَّه كَنزٌ مَخلوقٌ فيها. وقيل: بلْ هو ما يَجمَعُه أهلُ السَّدانَةِ من الهَدايا، فكانوا يَجعَلونَه تحتَ الكَعبةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخْبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ذا السُّوَيْقَتَيْنِ مِن الحَبَشَةِ هو الذي سيُخَرِّبُ الكَعبةَ عِندَ قُربِ السَّاعةِ،
و(الحَبَشَةُ) نَوعٌ مِن السُّودانِ أو اثيوبيا.
و(السُّوَيقَتانِ) تَثنيةُ سُويقةٍ، وهي تَصغيرُ ساقٍ، أي: الذي له ساقانِ ضَعيفتانِ، والتَّصغيرُ هنا للتَّحقيرِ، أي: ضَعيفٌ هَزيلٌ لا شَأنَ له، فكأنَّه قِيل: هذه الكَعبةُ المُعظَّمةُ يَهْتِكُ حُرمَتَها مِثْلُ هذا الحَقيرِ الذَّميمِ الخِلْقةِ!
وقد رَوى البُخاريُّ عن عبدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «كأَنِّى بِهِ أسْوَدَ أفْحَجَ، يَقْلَعُها حَجَرًا حَجَرًا».
ولا يُعارِضُ هذا الحديثُ قَولَه تعالَى: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا} [القصص: 57]؛ لأنَّ مَعناهُ: آمِنًا إلى قُربِ القِيامَةِ وخَرابِ الدُّنيا في وَقتٍ ليسَ به مُسلِمٌ واحدٌ على وَجهِ الأرضِ. وقيل: يُخَصُّ منه قِصَّةُ ذي السُّوَيقتَينِ، أو أنَّه تعالَى جَعَلَه حَرَمًا آمِنًا باعتِبارِ غالِبِ الأحْوالِ، كما يَدُلُّ عليه قَضيَّةُ ابنِ الزُّبَيرِ، وقِصَّةُ القَرامطَةِ ونحْوُها. وقيل: المُرادُ بجَعْلِه حَرَمًا آمِنًا الأمرُ بذلك، أيْ: أنَّ على المُسلِمينَ أنْ يُؤمِّنوا النَّاسَ، ولا يَتَعرَّضوا لأحَدٍ فيه.