top of page
تفاصيل الحديث

صحة الحديث

المحدث

الراوي

المصدر

الرقم

حديث صحيح

Status Green (Custom).png

مسلم

فاطمة بنت قيس

صحيح مسلم

2942

أنَّهُ سَأَلَ فَاطِمَةَ بنْتَ قَيْسٍ، أُخْتَ الضَّحَّاكِ بنِ قَيْسٍ، وَكَانَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ، فَقالَ: حَدِّثِينِي حَدِيثًا سَمِعْتِيهِ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، لا تُسْنِدِيهِ إلى أَحَدٍ غيرِهِ، فَقالَتْ: لَئِنْ شِئْتَ لأَفْعَلَنَّ، فَقالَ لَهَا: أَجَلْ حَدِّثِينِي فَقالَتْ: نَكَحْتُ ابْنَ المُغِيرَةِ، وَهو مِن خِيَارِ شَبَابِ قُرَيْشٍ يَومَئذٍ، فَأُصِيبَ في أَوَّلِ الجِهَادِ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا تَأَيَّمْتُ خَطَبَنِي عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ في نَفَرٍ مِن أَصْحَابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَخَطَبَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى مَوْلَاهُ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَكُنْتُ قدْ حُدِّثْتُ، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ فَلَمَّا كَلَّمَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قُلتُ: أَمْرِي بيَدِكَ، فأنْكِحْنِي مَن شِئْتَ، فَقالَ: انْتَقِلِي إلى أُمِّ شَرِيكٍ وَأُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ غَنِيَّةٌ، مِنَ الأنْصَارِ، عَظِيمَةُ النَّفَقَةِ في سَبيلِ اللهِ، يَنْزِلُ عَلَيْهَا الضِّيفَانُ، فَقُلتُ: سَأَفْعَلُ، فَقالَ: لا تَفْعَلِي، إنَّ أُمَّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ كَثِيرَةُ الضِّيفَانِ، فإنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسْقُطَ عَنْكِ خِمَارُكِ، أَوْ يَنْكَشِفَ الثَّوْبُ عن سَاقَيْكِ، فَيَرَى القَوْمُ مِنْكِ بَعْضَ ما تَكْرَهِينَ وَلَكِنِ انْتَقِلِي إلى ابْنِ عَمِّكِ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَهو رَجُلٌ مِن بَنِي فِهْرٍ، فِهْرِ قُرَيْشٍ وَهو مِنَ البَطْنِ الذي هي منه، فَانْتَقَلْتُ إلَيْهِ، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتي سَمِعْتُ نِدَاءَ المُنَادِي، مُنَادِي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يُنَادِي: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَخَرَجْتُ إلى المَسْجِدِ، فَصَلَّيْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَكُنْتُ في صَفِّ النِّسَاءِ الَّتي تَلِي ظُهُورَ القَوْمِ فَلَمَّا قَضَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَاتَهُ جَلَسَ علَى المِنْبَرِ، وَهو يَضْحَكُ، فَقالَ: لِيَلْزَمْ كُلُّ إنْسَانٍ مُصَلَّاهُ، ثُمَّ قالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: إنِّي وَاللَّهِ ما جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ، لأنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ، وَحدَّثَني حَدِيثًا وَافَقَ الذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عن مَسِيحِ الدَّجَّالِ، حدَّثَني أنَّهُ رَكِبَ في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، مع ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِن لَخْمٍ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ بهِمِ المَوْجُ شَهْرًا في البَحْرِ، ثُمَّ أَرْفَؤُوا إلى جَزِيرَةٍ في البَحْرِ حتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا في أَقْرُبِ السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يَدْرُونَ ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ، مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقالوا: وَيْلَكِ ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قالوا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: أَيُّهَا القَوْمُ انْطَلِقُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ، فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، قالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا منها أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً، قالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا، حتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فيه أَعْظَمُ إنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إلى عُنُقِهِ، ما بيْنَ رُكْبَتَيْهِ إلى كَعْبَيْهِ بالحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيْلَكَ ما أَنْتَ؟ قالَ: قدْ قَدَرْتُمْ علَى خَبَرِي، فأخْبِرُونِي ما أَنْتُمْ؟ قالوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ العَرَبِ رَكِبْنَا في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا البَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ فَلَعِبَ بنَا المَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إلى جَزِيرَتِكَ هذِه، فَجَلَسْنَا في أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يُدْرَى ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قُلْنَا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: اعْمِدُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ، فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، فأقْبَلْنَا إلَيْكَ سِرَاعًا، وَفَزِعْنَا منها، وَلَمْ نَأْمَن أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً، فَقالَ: أَخْبِرُونِي عن نَخْلِ بَيْسَانَ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: أَسْأَلُكُمْ عن نَخْلِهَا، هلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، قالَ: أَما إنَّه يُوشِكُ أَنْ لا تُثْمِرَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قالوا: هي كَثِيرَةُ المَاءِ، قالَ: أَما إنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن عَيْنِ زُغَرَ، قالوا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ في العَيْنِ مَاءٌ؟ وَهلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بمَاءِ العَيْنِ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، هي كَثِيرَةُ المَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِن مَائِهَا، قالَ: أَخْبِرُونِي عن نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ ما فَعَلَ؟ قالوا: قدْ خَرَجَ مِن مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ، قالَ: أَقَاتَلَهُ العَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: كيفَ صَنَعَ بهِمْ؟ فأخْبَرْنَاهُ أنَّهُ قدْ ظَهَرَ علَى مَن يَلِيهِ مِنَ العَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قالَ لهمْ: قدْ كانَ ذلكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: أَما إنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لهمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وإنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي، إنِّي أَنَا المَسِيحُ، وإنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لي في الخُرُوجِ، فأخْرُجَ فأسِيرَ في الأرْضِ فلا أَدَعَ قَرْيَةً إلَّا هَبَطْتُهَا في أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غيرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ، فَهُما مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّما أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً، أَوْ وَاحِدًا، منهما اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا، يَصُدُّنِي عَنْهَا، وإنَّ علَى كُلِّ نَقْبٍ منها مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا، قالَتْ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَطَعَنَ بمِخْصَرَتِهِ في المِنْبَرِ: هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ، يَعْنِي المَدِينَةَ، أَلَا هلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذلكَ؟ فَقالَ النَّاسُ: نَعَمْ، فإنَّه أَعْجَبَنِي حَديثُ تَمِيمٍ، أنَّهُ وَافَقَ الذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عنْه، وَعَنِ المَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلَا إنَّه في بَحْرِ الشَّأْمِ، أَوْ بَحْرِ اليَمَنِ، لا بَلْ مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هُوَ، مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هو مِن قِبَلِ المَشْرِقِ، ما هو وَأَوْمَأَ بيَدِهِ إلى المَشْرِقِ، قالَتْ: فَحَفِظْتُ هذا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.

وفي هذا الحديثِ أنَّ عَامِرَ بنَ شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيَّ سألَ فَاطِمَةَ بِنتَ قَيْسٍ أُختَ الضَّحَّاكِ بنِ قَيْسٍ؛ أنْ تُحَدِّثَهُ حَديثًا سَمِعَتْهُ من رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ ولا تُسْنِدَهُ إلى أحدٍ غيرِهِ؛
(فَقالتْ: نَكَحْتُ ابنَ المُغِيرَةِ) وهو أبو عَمْرِو بنُ حَفْصِ بنِ المُغِيرَةِ؛
(وهو منْ خِيارِ شَبابِ قُرَيْشٍ يَومئِذٍ؛ فأُصِيبَ في أوَّلِ الجِهادِ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،) أي: أُصيبَ بِجُرْحٍ؛
(فَلمَّا تَأيَّمْتُ،) أي: أصبحَتْ لا زَوْجَ لها؛ وذلك لأنَّه طلَّقَها طَلاقًا بائِنًا؛
(خَطَبَنِي عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ) خَطبَها عبدُ الرحمنِ بنُ عَوْفٍ،
(وَخَطَبَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى مَوْلَاهُ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ) وخَطَبَهَا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛
( كُنْتُ قدْ حُدِّثْتُ) كانتْ تَعلمُ قولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
(أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ) من شدة حبه لاسامه
(فَلَمَّا كَلَّمَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قُلتُ: أَمْرِي بيَدِكَ، فأنْكِحْنِي مَن شِئْتَ،) فلمَّا كلَّمَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبرَتْهُ أنَّ أمرَها بِيَدِهِ؛ وله أنْ يُزوِّجَها مَنْ شاءَ
(فَقالَ: انْتَقِلِي إلى أُمِّ شَرِيكٍ) فَأمَرَها النبي أنْ تَنْتقِلَ إلى أُمِّ شَرِيكٍ حتى تنقضي عدتها
(وَأُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ غَنِيَّةٌ، مِنَ الأنْصَارِ، عَظِيمَةُ النَّفَقَةِ في سَبيلِ اللهِ، يَنْزِلُ عَلَيْهَا الضِّيفَانُ،) وكانت ام شريك امْرأةً غَنِيَّةً مِنَ الأنصارِ عَظيمةَ النَّفَقَةِ في سبيلِ الله؛ يَنْزِلُ عليها الضِّيفَانُ، أي: الضُّيوفُ منْ كُلِّ مكانٍ.
(فَقُلتُ: سَأَفْعَلُ،) فَقالتْ فَاطِمَةُ للنَّبيِّ: سأفْعَلُ
(فَقالَ: لا تَفْعَلِي،) قالها الرسول بعد تفكير
( إنَّ أُمَّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ كَثِيرَةُ الضِّيفَانِ، فإنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسْقُطَ عَنْكِ خِمَارُكِ، أَوْ يَنْكَشِفَ الثَّوْبُ عن سَاقَيْكِ، فَيَرَى القَوْمُ مِنْكِ بَعْضَ ما تَكْرَهِينَ) خوفا عليها من كثرة الضيوف
(وَلَكِنِ انْتَقِلِي إلى ابْنِ عَمِّكِ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَهو رَجُلٌ مِن بَنِي فِهْرٍ، فِهْرِ قُرَيْشٍ وَهو مِنَ البَطْنِ الذي هي منه، فَانْتَقَلْتُ إلَيْهِ،) فانتقلت الى دارة
(فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتي سَمِعْتُ نِدَاءَ المُنَادِي، مُنَادِي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يُنَادِي: الصَّلَاةَ جَامِعَةً،) اذان الصلاة
(فَخَرَجْتُ إلى المَسْجِدِ، فَصَلَّيْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَكُنْتُ في صَفِّ النِّسَاءِ الَّتي تَلِي ظُهُورَ القَوْمِ) صلت في صف النساء خلف الرجال
(فَلَمَّا قَضَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَاتَهُ جَلَسَ علَى المِنْبَرِ، وَهو يَضْحَكُ،) فلمَّا أدَّى صَلاتَهُ وفَرَغَ عنها؛ جَلَسَ على المِنبرِ وهو يَضحكُ أي: تَبَسُّمًا
(فَقالَ: لِيَلْزَمْ كُلُّ إنْسَانٍ مُصَلَّاهُ،) أي: مَوضِعَ صَلاتِهِ،
(ثُمَّ قالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟) لماذا طلبت منكم البقاء
(قالوا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ،) أي لا يعلم الا الله والرسول
(قالَ: إنِّي وَاللَّهِ ما جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ،) إنِّي والله ما جَمعتُكمْ لِرَغْبَةٍ: منْ عَطاءٍ أو غَنِيمَةٍ؛ ولا رَهْبَةٍ: أي: خَوفٍ منْ عَدُوٍّ
(وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ، لأنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ،) جاء الى الرسول واعلن اسلامه
(وَحدَّثَني حَدِيثًا وَافَقَ الذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عن مَسِيحِ الدَّجَّالِ،) أي كلامه متوافق مع كلام الرسول الذي قاله سابقا لانصارة
(حدَّثَني أنَّهُ رَكِبَ في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، مع ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِن لَخْمٍ وَجُذَامَ،) مع ثَلاثينَ رجلًا منْ قَبيلةِ لَخْمٍ وقَبيلةِ جُذَامٍ
(فَلَعِبَ بهِمِ المَوْجُ شَهْرًا في البَحْرِ،) أي: دَارَ بهم المَوْجُ مِقْدارَ شَهرٍ في البَحْرِ،
(ثُمَّ أَرْفَؤُوا إلى جَزِيرَةٍ في البَحْرِ حتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ،) أي: قَرَّبُوا السَّفينةَ إلى جَزيرةٍ حينَ تَغْرُبُ الشَّمسُ؛
(فَجَلَسُوا في أَقْرُبِ السَّفِينَةِ) وتَحوَّلوا منَ المَرْكَبِ الكَبيرِ وجَلسُوا في أقْرُبِ السَّفينةِ، وأَقرُب جَمْعُ قَارِب، وهو سَفينةٌ صَغيرةٌ تكونُ مع الكَبيرةِ يَتَصَرَّفُ فيها رُكَّابُ السَّفينةِ لِقضاءِ حَوائِجِهمْ،
(فَدَخَلُوا الجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ،) فَلَقِيَتْهُمْ، أي: فقَابلتْهُم دَابَّةٌ أهْلَبُ كَثيرُ الشَّعْرِ ومعنى أهلب أي غليظ الشعر
(لا يَدْرُونَ ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ، مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ) أي: لا يَعْرِفُ القومُ وَجْهَهُ منْ ظَهْرِهِ وذلك بسببِ كَثرةِ الشَّعْرِ،
(فَقالوا: وَيْلَكِ ما أَنْتِ؟) سألوها من تكون
(فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ،) قِيلَ: سُمِّيَتْ بذلك لِتَجَسُّسِها الأخبارَ للدَّجَّالِ،
(قالوا: وَما الجَسَّاسَةُ؟) سؤال تعجبي
(قالَتْ: أَيُّهَا القَوْمُ انْطَلِقُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ،) الدَّيْرِ هو مكانُ عِبَادةِ النَّصارَى
(فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ،) أي: كَثيرُ الشَّوْقِ إلى ما عِندَكمْ منَ الخَبَرِ،
(قالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا منها أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً،) وهُنا قال تَمِيمٌ: لمَّا سَمَّتْ، أي: ذَكَرَتْ لنا رجلًا «فَرِقْنَا» منها، أي: خُفْنا منَ الدَّابَّةِ؛ أنْ تكونَ شَيْطانَةً،
(قالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا، حتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ،) أسرعنا ودخلنا الدير المقصود
(فَإِذَا فيه أَعْظَمُ إنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا،) أي: جِسْمًا وحَجْمًا وهَيْئَةً
(وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا،) أشَدُّ قَيْدًا في السَّلاسِلِ والأغلالِ
(مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إلى عُنُقِهِ، ما بيْنَ رُكْبَتَيْهِ إلى كَعْبَيْهِ بالحَدِيدِ،) مَجْمُوعَةٌ، أي: مَضْمُومةٌ ومُقَيَّدةٌ يَداهُ إلى عُنُقِهِ ما بين رُكْبَتَيْهِ إلى كَعْبَيْهِ بالحَديدِ
(قُلْنَا: وَيْلَكَ ما أَنْتَ؟) سألوه من يكون
(قالَ: قدْ قَدَرْتُمْ علَى خَبَرِي،) أي: تَمكَّنتُم، فإنِّي لا أُخْفيه عنكم وسَأُحدِّثُكُم عن حالي
(فأخْبِرُونِي ما أَنْتُمْ؟) أي اخبروني أولا عنكم
(قالوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ العَرَبِ رَكِبْنَا في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا البَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ فَلَعِبَ بنَا المَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إلى جَزِيرَتِكَ هذِه، فَجَلَسْنَا في أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يُدْرَى ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قُلْنَا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: اعْمِدُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ، فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، فأقْبَلْنَا إلَيْكَ سِرَاعًا، وَفَزِعْنَا منها، وَلَمْ نَأْمَن أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً،) فَحَكَوْا له ما كان منهم وما حَدَثَ معهم حتَّى أخبَرَتْهُم الجَسَّاسَةُ بأنْ يَدخُلُوا عليه
(فَقالَ: أَخْبِرُونِي عن نَخْلِ بَيْسَانَ،) وهي قَريةٌ بالشَّامِ قَريبةٌ منَ الأُرْدُنِّ
(قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟) عن أي شئ تسأل
(قالَ: أَسْأَلُكُمْ عن نَخْلِهَا، هلْ يُثْمِرُ؟) هل يطرح التمر
(قُلْنَا له: نَعَمْ، قالَ: أَما إنَّه يُوشِكُ أَنْ لا تُثْمِرَ،) أي: تَقْرُبُ ألَّا تُثْمِرَ؛
(قالَ: أَخْبِرُونِي عن بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ،) بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، وهي بالأُرْدُنِّ
(قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قالوا: هي كَثِيرَةُ المَاءِ، قالَ: أَما إنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ،) أي: يَفْنَى
(قالَ: أَخْبِرُونِي عن عَيْنِ زُغَرَ،) وهي بَلْدَةٌ بالشَّامِ قَليلَةُ النَّباتِ
(قالوا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ في العَيْنِ مَاءٌ؟ وَهلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بمَاءِ العَيْنِ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، هي كَثِيرَةُ المَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِن مَائِهَا،) أي: أهلُ تِلك العينِ أو البَلْدَةِ بماءِ العَيْنِ؟ فأجابوهُ: نعمْ، هي كَثيرةُ الماءِ، وأهلُها يَزرَعونَ منْ مائِها.
(قالَ: أَخْبِرُونِي عن نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ ما فَعَلَ؟) أي نبي العرب .. أي: ما صَنعَ بعدَما بُعِثَ
(قالوا: قدْ خَرَجَ مِن مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ،) أي: هاجرَ من مكة إلى المَدينةِ
( قالَ: أَقَاتَلَهُ العَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: كيفَ صَنَعَ بهِمْ؟ فأخْبَرْنَاهُ أنَّهُ قدْ ظَهَرَ علَى مَن يَلِيهِ مِنَ العَرَبِ وَأَطَاعُوهُ،) أي: نَصَرهُ الله على مَنْ يَلِيهِ منَ العربِ، وأطاعوهُ
(قالَ لهمْ: قدْ كانَ ذلكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ،) يسأل للتأكيد
(قالَ: أَما إنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لهمْ أَنْ يُطِيعُوهُ،) أفضل لهم أن يطيعوه
(وإنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي،) أي حان دوري أن اخبركم
(إنِّي أَنَا المَسِيحُ، وإنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لي في الخُرُوجِ، فأخْرُجَ) أي: الدَّجَّالُ، وإنِّي يُوشِكُ أنْ يُؤْذَنَ لي في الخُروجِ فأخْرُجَ
(فأسِيرَ في الأرْضِ فلا أَدَعَ قَرْيَةً إلَّا هَبَطْتُهَا في أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) سيجوب كل البلاد في اربعين يوم
(غيرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ، فَهُما مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا،) أي: مَمْنوعٌ عليَّ دُخول مكة والمدينة؛
(كُلَّما أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً، أَوْ وَاحِدًا، منهما اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا،) مُصْلَتًا، أي: مَسْلُولًا؛
( يَصُدُّنِي عَنْهَا،) يَصُدُّني عنها، أي: يَمنعُني عن كُلِّ واحِدَةٍ منهما،
(وإنَّ علَى كُلِّ نَقْبٍ منها مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا،) وإنَّ على كُلِّ «نَقْبٍ» منها، أي: طَريقٍ أو بابٍ من كُلِّ واحِدَةٍ مَلائِكةً يَحرُسونَها، أي: يَحفَظونها عن الآفاتِ والبَلِيَّاتِ
( قالَتْ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَطَعَنَ بمِخْصَرَتِهِ في المِنْبَرِ: هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ، يَعْنِي المَدِينَةَ،) وتَحْكي فَاطِمَةُ بنتُ قَيْسٍ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ، أي: ضَرَبَ بعَصاهُ في المِنبرِ، أي عليه : هذه طَيْبَةُ هذه طَيْبَةُ، هذه طَيْبَةُ كَرَّرَها ثَلاثًا، يعني المَدينةَ، وإنَّها الَّتي سَيَحْرُسُها الله عزَّ وجلَّ منَ الدَّجَّالِ.
(أَلَا هلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذلكَ؟) ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألَا، أي: تَنَبَّهُوا هلْ كُنتُ حَدَّثْتُكُمْ؟، أي: بِمِثْلِ هذا الحَديثِ،
(فَقالَ النَّاسُ: نَعَمْ،) وافقوه في الرأي
(فإنَّه أَعْجَبَنِي حَديثُ تَمِيمٍ، أنَّهُ وَافَقَ الذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عنْه، وَعَنِ المَدِينَةِ وَمَكَّةَ،) يعجبه حديث تميم لانه متوافق مع ما قال
(أَلَا إنَّه في بَحْرِ الشَّأْمِ، أَوْ بَحْرِ اليَمَنِ، لا بَلْ مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هُوَ، مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هو مِن قِبَلِ المَشْرِقِ، ما هو وَأَوْمَأَ بيَدِهِ إلى المَشْرِقِ،) ألَا إنَّه، أي: الدَّجَّالَ في بَحْرِ الشَّامِ أو بَحْرِ اليَمَنِ لا بَلْ منْ قِبَلِ المَشْرِقِ، أي: منْ جِهَةِ المَشْرِقِ ما هو. منْ قِبَلِ المَشْرِقِ ، ما هو منْ قِبَلِ المَشْرِقِ، ما هو، أي هو منْ جِهَةِ المَشْرِقِ،
(قالَتْ: فَحَفِظْتُ هذا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.) قَالتْ فَاطِمَةُ بنتُ قَيْسٍ: فحَفِظْتُ هذا من رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.


العلامات الموجودة في الحديث

لم تظهر

Time 1.png

علامة كبرى

Small.png

119

bottom of page